بوقوص نبار –المؤلف المشارك في الخطة الدامية حول تهجير و"إبادة" الأرمن في الإمبراطورية العثمانية
Богос Нубар – соавтор кровавого плана по переселению и «геноциду» армян в Османской Турции
إن تعيين ليفان جاقاريان سفيرا روسيا لدى إيران مؤخرا إستحيى عاملا أرمنيا في السياسة الخارجية لدى شتى دول العالم. وليس سرا أن الساسة والدلبوماسيين والمسئولين الأرمن الذين يتقلدون مناصب رفيعة يخدمون بالدرجة الأولى لغير صالح دولتهم وتطوير العلاقات مع البلدان الأخرى بل يدفعون مصالح الأرمن في العالم ويخدمون لفكرة إنشاء "أرمينيا الكبرى".
خاصةً أن محمد علاء الدين سعد الليثي السفير المصري لدى أرمينيا أكد خلال حديثه مع وسائل الإعلام الأرمنية في ماض ليس بالبعيد أن "العلاقات بين مصر وأرمينيا ليست حصيلة 20سنة أخيرة بل تعود إلى عمق العصور إمتدادا من عهد الفراعنة إلى الدولة الإسلامية والإمبراطورية العثمانية".
يدب الشعور أن الدبلوماسي المصري لا يملك معرفة جيدة عن تأريخ منطقتنا والعلاقات الأرمنية المصرية ويقوم مجاملة وسائل الإعلام الأرمنية إلا من أجل "كلمة منمّقة". وبالإضافة إلى ذلك يخادع الدبلوماسي المصري لما يؤكد على عراقة العلاقات المصرية الأرمنية طالما كانت أرمنية في القدم تتواجد كدولة في آسيا الصغرى وعلى مدى بعض السنوات فقط ولم يرد في أي مصادر ذكر علاقاتها مع مصر.
ثم يذكر السفير المصري في حديثه أن "محمد علي المعروف بوضع بنيان مصر الحديثة إستفاد في القرن التاسع عشر من تجربة أرمينيا بعض الشيء في صياغة قوانين مصر الحديثة. وكان نبار باشا آنذاك يتولى منصب وزير الخارجية وثم رئيس الوزراء لمدة طويلة".
خاصةً أن محمد علاء الدين سعد الليثي السفير المصري لدى أرمينيا أكد خلال حديثه مع وسائل الإعلام الأرمنية في ماض ليس بالبعيد أن "العلاقات بين مصر وأرمينيا ليست حصيلة 20سنة أخيرة بل تعود إلى عمق العصور إمتدادا من عهد الفراعنة إلى الدولة الإسلامية والإمبراطورية العثمانية".
يدب الشعور أن الدبلوماسي المصري لا يملك معرفة جيدة عن تأريخ منطقتنا والعلاقات الأرمنية المصرية ويقوم مجاملة وسائل الإعلام الأرمنية إلا من أجل "كلمة منمّقة". وبالإضافة إلى ذلك يخادع الدبلوماسي المصري لما يؤكد على عراقة العلاقات المصرية الأرمنية طالما كانت أرمنية في القدم تتواجد كدولة في آسيا الصغرى وعلى مدى بعض السنوات فقط ولم يرد في أي مصادر ذكر علاقاتها مع مصر.
ثم يذكر السفير المصري في حديثه أن "محمد علي المعروف بوضع بنيان مصر الحديثة إستفاد في القرن التاسع عشر من تجربة أرمينيا بعض الشيء في صياغة قوانين مصر الحديثة. وكان نبار باشا آنذاك يتولى منصب وزير الخارجية وثم رئيس الوزراء لمدة طويلة".
نواجه مرة أخرى جهل الدبلوماسي المصري أو تشويه كلامه من قبل وسائل الإعلام الأرمنية. في الواقع ما كانت أرمينيا تتواجدكدولة في القرن التاسع عشر كي تستفيد مصر من تجربتها ما في المجال التشريعي أو مجالات أخرى. وإذا جرى الحديث حول السياسي المصري بوقوص نبار باشا فإنه ولد ونشأفي الإمبراطورية العثمانية وكان مواليا لها وإنتقل منها للعيش في مصر مما يعني أن نبار باشا ما كان يحمل جنسية دولة أرمينيا لأنها قامت بعد وفاته بكثير وأنه ما إستطاع التجنس بتأريخ مؤخر.
تتطلب شخصية بوقوص نبار باشا وإبنه السمي وأنشطتهما السياسية معالجة منفصلة بصفة عامة طالما لعبا دورا غامضا في الأحداث دارت حول الإمبراطورية العثمانية في القرنين التاسع عشر والعشرين وكذلك في أحداث عام 1915.وأكثر من ذلك، مما يتبين من مقالنا لاحقا فإن نبار باشا الإبن وبالمعنى الحرفيتجاوز والده فيالقدرة على دس الدسائس وتدبير المكايد، خاصةً أن القلائل يعرفون أن نبار باشا الإبن بالذات كان أحد المؤلفين لفكرة العصيان الأرمني في الإمبراطورية العثمانية الذي حسب رأيه سيكون قد إضطر السلطات العثمانية إلى نقل السكان الأرمن من المناطق أصبحت مسرحا للعمليات العسكرية في الحرب العالمية الأولى.
لكن دعونا نبدأ بالترتيب ونتطرق أولا إلى حياة ونشاط نبار باشا الأب.
إن بوقوص (نباريان) نبار باشا (1825-1899) الذي يعد شخصية سياسية إجتماعية مصرية ولد في مدينة إزمير بالإمبراطورية العثمانية حيث تخرجمن مدرسة أرمنية وثم إنتقل إلى مصر ومن ثم واصل دراسته في باريس حيث تعلم اللغة الفرنسية والعلوم. وبعد عودته إلى مصر إنخرط في الخدمة العامة وأصبح واحدا من أبرز رجالات الدولة وتقلد منصب وزير الخارجية وثم رئيس الوزراء لمصر ثلاثا. لقد نفّذ سلسلة من الإصلاحات في مختلف مجالات الحياة العامة والتجارة والإقتصاد وبالدرجة الأولى طبقا لمصالح الشريحة التجارية الأرمنية لدى مصر.
ما لعب نبار باشا دورا كبيرا في حياة الطائفة الأرمنية في مصر فحسب بل وشتات الأرمن برمتهم أيضا. وحازت قضية إقامة دولة أرمنية على أراضي تركيا العثمانية على مكان خاص لعمله. وإستغل نبار باشا لهذا المقصد وبصورة فعالة منصبه الرفيع وصلاحياته في الدولة المصرية التي مثلها في اللقاءات مع ساسة الدول الأوروبية ودفع أثناء تلك اللقاءات "القضية الأرمنية" وفكرة إقامة دولة أرمنية، مما يعنيأن منصب رئيس الوزراء سمح له بالتدخل بنشاط ووفقا لمصالح شتات الأرمن في المواجهة بين أوروبا وروسيا من جهة وتركيا العثمانية من جهة أخرى في أواخر القرن التاسع عشر. لقد إنتهت الحرب الروسيةالتركية بين عامي 1877-1878 بهزيمة تركيا التي فقدت نتيجتها جزءا من أراضيها وإضطرت إلى قبول شروط الصلح المجحفة في مؤتمر برلين.
في عام 1878 وضع نبار باشا برنامجا لهحول "تحسين وضع الأرمن في الإمبراطورية العثمانية" وأرسلها إلى مؤتمر برلين، غير أنه ما تم تقديمه حينئذ إلى المؤتمر. إنطلق برنامج نبار باشا الموجه إلى الدول الأوروبية المنهمكة بالضبط في تقسيم تركيا من المزاعم أن الأرمن لا يدعون على الإستقلال السياسي لكنهم ينبغي أن يتمتعوا بحكم ذاتي أو تنظيم سياسي آخر في تركيا العثمانية.
إقترح نبار باشا لا أكثر ولا أقل تعيين الأرمن مفتشين وكبار المسئولين المشرفين والمراقبين على تنفيذ الإصلاحات في تركيا العثمانية ولتوفير نجاح الإصلاحات إعتبر نبار باشا ضرورة وجود منصب الحاكم العام الذي لا بد أن يشغله أرمني يوافق على ترشيحه السلطان التركي ويحظى برعاية الدول الأوروبية. مما يعني أنه إقترح في الواقع تكوين منصب المراقب الأرمني على تركيا العثمانية يتبع الدول الأوروبية مما يكون مثالا كلاسيكيا آخرا للخدمة الأرمنية للمصالح الخارجية على حساب بلد إقامتهم – في هذه الحالة هو تركيا.
وكان يُفترض تنفيذ الإصلاحات في ثلاثة مجالات: تكوين فرقة الأمن شبه العسكرية "لحماية الأرمن" أي في الواقع العصابة المسلحة الأرمنية؛ الإصلاح القضائي؛ تغيير النظام الضريبي حيث كان ينبغى أن يتم فرض جزء من الضرائب من أجل الحصول على الأموال لصيانة المدارس الأرمنية والمؤسسات الدينية وغيرها. يعني إقترح نبار باشا كونه سياسيا ذا تجربة تدمير نظام الإدارة العامة لتركيا العثمانية من الداخل على أيدي الأرمن وجعلها خاضعة لمصالح الدول الأوروبية وسهلة الهضم للشهية الأرمنية تطمح إلى الأراضي التركية. فقد كرس نبار باشا كل عمله السياسي لاحقا لحماية وتأييد المزاعم والإدعاءات الأرمنية ضد تركيا في الساحة الدولية. في عام 1895 تقاعد، غير أنه إستمر في عمله في هذا الإتجاه بفعالية وثم إنتقل إلى باريس لتلك الغاية حيث مات عام 1899.
وواصل أبنه وسميه بوقوص نبار باشا عمل والده بنشاط الذي إستهدف تنفيذ الخطط التوسعية الأرمنية. لقد ولد بوقوص نبار باشا الإبن في تركيا (القسطنطينية) عام 1851 وتوفي أيضا في باريس عام 1930 ودرس في سويسرا وفرنسا وعاد إلى مصر عام 1873 بعدما حصل على دبلوم المدرسة المركزية. وبين عامي 1878-1879 أدار سكك حديد مصر بفضل دعم والده ورعايته وثم من عام 1891 لغاية 1898 شارك في المشروعات الإنشائية والتجارية الحكومية في مصر.
كان نبار باشا مؤسس الإتحاد الخيري الأرمني العام (AGBU) وكان أول رئيسه من 1906 لحد وفاته. وكان أحد الأهداف لهذا الإتحاد تكوين العصابات المسلحة الأرمنية في تركيا والمناطق الأخرى تحت غطاء المشاريع الخيرية وتم تنسيق نشاط تلك العصابات من المركز الواحد الذي كان خاضعا لمصالح الدول الغربية.
في أعوام 1912-1914 قضى نبار باشا حياته في باريس حيث ما ألا جهدا لتمرير تعليمات الجالية الأرمنية تلخصت في إقناع السلطات الفرنسية بضرورة الإصلاحات في الإمبراطورية العثمانية لصالح الأرمن يعيشون فيها والتدخل المباشر في شئونها. وإعتبارا من عام 1914 إستقر بوقوص نبار في باريس نهائيا حيث يبذل قصارى جهده لتوفير دعم فرنسا للتمرد المسلح الأرمني في تركيا العثمانية. من سنة 1915 نظم رسوم الإشتراك وجمع الأموال لصالح الأرمن في تركيا. وبصفته رئيسا للوفد الوطني الأرمني كان يسعى لدعم الحلفاء الأوروبيين في حال تغلبهم على تركيا و تمثل هذا الدعم في إقامة أرمينيا وضمها في إتفاق دولي ككيان دولي.
في سنة 1916 تم بمبادرته بالذات تشكيل الفيلق الأرمني الشرقي وبعد مرور فترة بعض الشيء تغيير إسمه ليكون الفيلق الأرمني الذي أراق دماء الكثير من الشعوب الإسلامية في دول المشرق من خلال القتال إلى جانب الدول الأوروبية. توفي نبار باشا في باريس عام 1930.
لقد بقي نبار باشا في الأذهان بأنه أصبح بعد وفاته بعدة سنوات دون قصد مصدرا رئيسيا يؤكد إفتعال "الإبادة الجماعية" للأرمن في تركيا العثمانية عام 1915. الأمر في أن بوقوص نبار باشا وهو رئيس الوفد الأرمني إلى مؤتمر باريس للسلام الذي عقد في عام 1919 في أعقاب الحرب العالمية الأولى قد أورد العديد من الحقائق والأرقام تتناقض تماما مع أسطورة "الإبادة الجماعية" للأرمن التي يطرحونها في الوقت الحالي.
أولا، أعلن نبار باشا في مؤتمر باريس للسلام بكل وضوح وجلاء أنهم، قصد بهم الأرمن، كانوا جانبا مقاتلا ضد تركيا العثمانية و"ساهموا مساهمة حيوية في هزيمة تركيا العثمانية" مما يتجلى أن الأرمن بصفتهم رعايا الإمبراطورية العثمانية خانوها وقاتلوها إلى جانب الدول الغربية وروسيا حتى قبل أحداث 1915. ولا يمكن تسمية ذلك العمل إلا بالخيانة للوطن الأمم وإلا تلك الواقعة بالذات يحاول مدافو أسطورة "الإبادة الجماعية" للأرمن ألا يذكروها اليوم.
كما صرح بوقوص نبار باشا خاصة خلال مؤتمر باريس للسلام بأن "في بداية الحرب عرضت الحكومة التركية على الأرمن حكما ذاتيا مقابل إستنفار القوقاز على روسيا. غير أن الأرمن رفضوا ذلك العرض وإنحازوا بلا تردد للوفاق الثلاثي (الإتحاد العسكري بين روسيا وفرنسا وبريطانيا) الذي كانوا ينتظرون منه تحريرا. لقد حاربوا الأرمن إلى جانب الحلفاء من أول أيام الحرب (يعني منذ عام 1914 قبل ما يسمى "الإبادة الجماعية" للأرمن بسنة – ر.ق.) إلى التوقيع على الهدنة على جميع الجبهات...ومساهمتنا العسكرية كانت رسمية وقوبلت بالإمتنان من الحكومات المتحالفة، فإذاً لست بحاجة إلى المزيد من الخوض في هذا الموضوع".
كما أشار نبار باشا في رسالته بتأريخ 3 ديسمبر عام 1918 إلى ستيفان بيشون وزير الخارجية الفرنسي إلى أن الأرمن كانوا "طرفا محاربا".
رسالة نبار باشا إلى جريدة "التايمز" ("Times").
كما أقر نبار باشا صراحة في رسالته بتأريخ 30 يناير عام 1919 إلى جريدة "التايمز" البريطانية أن الأرمن بفضل مساعيهم قد نالوا أن تعاونهم مع الحلفاء أوصل إلى فقدان ثقة الحكومة العثمانية بهم الأمر الذي يفند تماما الفكرة الكاذبة التي يطرحها اللوبي الأرمني والذين يخدمون له عن أن "الأرمن لم يكونوا يتواجدون في ساحة القتال ولم يتمردوا على العثمانيين وكان جميع القتلى لذلك الحين مدنيين". لكن تجلى أن الساسة الأوروبيين والأرمن إعتبروا الأرمن طرفا الذي كان يحارب الإمبراطورية العثمانية وهي وطنهم الأم على حد سواء.
لقد كان بوقوص نبار باشا يعترف في مؤتمر باريس للسلام بواقعة تكوين الجيش الأرمني (عدده يزيد على 150 الف) الذي حارب تركيا العثمانية مما أدى إلى تدهور علاقاتها مع الأرمن حسب قوله. وعزا إلى الوحدات الأرمنية تحت قيادة أندرنيك ما يساوي 50.000 أرمني تركي وأشار إلى أنه تم القيام بكل ذلك لأمل أن يتحقق حق أرمنيا في الإستقلال كطرف "محارب" إلى جانب الوفاق الثلاثي وذلك بمساعدة من أوروبا أو روسيا.
في رسالته الأخرى إلى وزير الخارجية الفرنسي شرح نبار باشا أسباب إضطرار الأتراك الذين يقاتلون في خمس جبهات في نفس الوقت إلى منح السكان الأرمن "مسكن جديد" بعد التمرد الأرمني داخل الإمبراطورية. وتم إستلام هذه الرسالة في كيد أورسا في 3 ديسمبر عام 1918 مما يعني أن نبار باشا كان بالفعل مؤلف الخطة الشيطانية التي إستهدفت عن طريق سفك دماء الأرمن لدى تركيا العثمانية إجبار العثمانيين على الإنطلاق بنقل الأرمن من المنطقة مما يؤدي إلى خسائر كبيرة في صفوف الأرمن ويتسبب بعد سنوات عديدة لاحقة في إختلاق أسطورة "الإبادة الجماعية" للأرمن.
ثانيا، رفض بوقوص نبار باشا رفضا تاما الإتهامات الأرمنية الحالية حول تهجير وإبادة السكان الأرمن في تركيا عام 1915 بصورة كاملة. ويقول أن عدد الأرمن في عام 1919 (بعد أحداث 1915 بأربع سنوات) فاق على عدد الأتراك في بعض المناطق لدى الأناضول: "بما أن السكان الأتراك تكبدوا على الأقل خسائر فادحة مثل الأرمن لكن الأرمن يشكلون هناك الأغلبية مثلها مثل ما ساد قبل الحرب".
بالإضافة إلى ذلك فقد أرسل الأرمن إلى مؤتمر باريس للسلام وفدين ترأس أحدهما نبار باشا وثاني كان وفدا رسميا للجمهورية الأرمنية التي كانت بوجودها مدينة لتركيا التي وقعت على إتفاق باكو في 28 مايو عام 1918.
وإتحدا كلا وفدين وتقدما بطلب إقامة أرمينيا في شرق الأناضول وثم ذهبا حتى أن طالبا بست ولايات تركيا وهي الأراضي الممتدة من البحر الأسود مع ميناء طرابزون إلى كيليكيا في البحر الأبيض المتوسط. وذلك على الرغم من أن السكان الأرمن لما يسمى "أرمينيا الكبرى" حسب الإكتتاب العثماني الأخير لعام 1914 قد شكل 20% من سكان المنطقة برمتها. وأكثر من ذلك، حتى لو جمعنا كل السكان الأرمن عبر العالم في شرق الأناضول يستحيل إحراز الأغلبية الأرمنية.
وطالب الأرمن ب"ست ولايات"– فان وبيتليس وديارباكر وخاربوت وسيواس وأرزوروم بل وطرابزون وكذلك في جنوب القوقاز: أراضي أذربيجانية في قاراباغ وزانغيزور وأراضي شاسعة في جورجيا. وذلك بالرغم من أن الأرمن لم يكونوا السكان الأصليين لهذه الأراضي وتم نقلهم إلى هنا من تركيا وبلاد فارس والشرق الأوسط من قبل الإمبراطورية الروسية في القرنين التاسع عشر والعشرين.
تم الإحتفاظ برسالة بوقوص نبار باشا الموجهة إلى وزير الخارجية الفرنسي في 12 ديسمبر عام 1918 (الأصل يتوفر في أرشيف وزارة الخارجية الفرنسية، سلسلة الشرق، أرمينيا، المجلد الثاني، ورقة مطوية 47) التي تدحض أسطورة أخرى تزعم إبادة ما بين 1.5-2 مليون أرمني في تركيا العثمانية. هنا ما كتبه نبار باشا في رسالته هذه: "مجمل العدد للمشردين يُقدر بما يترواح بين 600.000 و700.000 نسمة. الأرقام التي أوردتها لكم تعكس الناجين فقط الذين يتواجدون حاليا على الأراضي غزاها الجيوش المتحالفة. أما الجزء الباقي من المشردين المتناثرين في الصحراء فلا نملك حتى الآن أي معلومات عنهم". هذه الرسالة تم كتابتها في 12 ديسمبر عام 1918 في حين تؤكد مزاعم المؤرخين الأرمن وبعض المؤرخين الغربيين أن "الإبادة الجماعية" للأرمن بدأت عام 1915 وإثر ذلك لم يبقى الأرمن في تركيا بالكاد. وبفضل رسالة نبار باشا إلى وزير الخارجية الفرنسي إتضح أن ما بين 600.000-700.000 أرمني ما زالوا يعيشون في الإمبراطورية العثمانية في عام 1918 بالإضافة إلى الذين "يتناثرون في الصحراء حسب تعبير بوقوص نبار باش".
من الممكن إطالة سرد الوقائع والحقائق والوثائق التي ترفض أسطورة "الإبادة الجماعية" للأرمن وتفضح وجها حقيقيا للساسة الأرمن مثل بوقوص نبار باشا الأب والإبن. وحول هذا الموضوع لقد سردنا المعطيات الإحصائية الخاصة بتلك الفترة والمصادر بما فيها الأرمنية التي يمكن التعرف عليها من خلال المقال "24 أبريل عام 1915. الوقائع والأوهام والحقيقة".
غير أن هدفنا كان الإظهار أن السفير المصري في أرمينيا يلحق من غير عمد ضررا بعلاقات مصر مع تركيا وأذربيجان من خلال حديثه الصحفي عن العلاقات الأرمنية المصرية فيما يتعلق ببوقوص نبار باشا الأب والإبن فقط. وواقع الأمر في أن هذين البوقوصين قد ألحقا أضرارا ليست بالقليلة بالشعوب التركية وتسببا في إراقة الدماء في مطلع القرن العشرين مما أسفر عن مقتل العديد من الأشخاص في آسيا الصغرى وجنوب القوقاز بما فيهم الأرمن الذين أصبجوا بيادق في أيدي الدول الغربية وجاليتهم الأرمنية بالذات.
رضوان حسينوف
رسالة نبار باشا إلى جريدة "التايمز" ("Times").
كما أقر نبار باشا صراحة في رسالته بتأريخ 30 يناير عام 1919 إلى جريدة "التايمز" البريطانية أن الأرمن بفضل مساعيهم قد نالوا أن تعاونهم مع الحلفاء أوصل إلى فقدان ثقة الحكومة العثمانية بهم الأمر الذي يفند تماما الفكرة الكاذبة التي يطرحها اللوبي الأرمني والذين يخدمون له عن أن "الأرمن لم يكونوا يتواجدون في ساحة القتال ولم يتمردوا على العثمانيين وكان جميع القتلى لذلك الحين مدنيين". لكن تجلى أن الساسة الأوروبيين والأرمن إعتبروا الأرمن طرفا الذي كان يحارب الإمبراطورية العثمانية وهي وطنهم الأم على حد سواء.
لقد كان بوقوص نبار باشا يعترف في مؤتمر باريس للسلام بواقعة تكوين الجيش الأرمني (عدده يزيد على 150 الف) الذي حارب تركيا العثمانية مما أدى إلى تدهور علاقاتها مع الأرمن حسب قوله. وعزا إلى الوحدات الأرمنية تحت قيادة أندرنيك ما يساوي 50.000 أرمني تركي وأشار إلى أنه تم القيام بكل ذلك لأمل أن يتحقق حق أرمنيا في الإستقلال كطرف "محارب" إلى جانب الوفاق الثلاثي وذلك بمساعدة من أوروبا أو روسيا.
في رسالته الأخرى إلى وزير الخارجية الفرنسي شرح نبار باشا أسباب إضطرار الأتراك الذين يقاتلون في خمس جبهات في نفس الوقت إلى منح السكان الأرمن "مسكن جديد" بعد التمرد الأرمني داخل الإمبراطورية. وتم إستلام هذه الرسالة في كيد أورسا في 3 ديسمبر عام 1918 مما يعني أن نبار باشا كان بالفعل مؤلف الخطة الشيطانية التي إستهدفت عن طريق سفك دماء الأرمن لدى تركيا العثمانية إجبار العثمانيين على الإنطلاق بنقل الأرمن من المنطقة مما يؤدي إلى خسائر كبيرة في صفوف الأرمن ويتسبب بعد سنوات عديدة لاحقة في إختلاق أسطورة "الإبادة الجماعية" للأرمن.
ثانيا، رفض بوقوص نبار باشا رفضا تاما الإتهامات الأرمنية الحالية حول تهجير وإبادة السكان الأرمن في تركيا عام 1915 بصورة كاملة. ويقول أن عدد الأرمن في عام 1919 (بعد أحداث 1915 بأربع سنوات) فاق على عدد الأتراك في بعض المناطق لدى الأناضول: "بما أن السكان الأتراك تكبدوا على الأقل خسائر فادحة مثل الأرمن لكن الأرمن يشكلون هناك الأغلبية مثلها مثل ما ساد قبل الحرب".
بالإضافة إلى ذلك فقد أرسل الأرمن إلى مؤتمر باريس للسلام وفدين ترأس أحدهما نبار باشا وثاني كان وفدا رسميا للجمهورية الأرمنية التي كانت بوجودها مدينة لتركيا التي وقعت على إتفاق باكو في 28 مايو عام 1918.
وإتحدا كلا وفدين وتقدما بطلب إقامة أرمينيا في شرق الأناضول وثم ذهبا حتى أن طالبا بست ولايات تركيا وهي الأراضي الممتدة من البحر الأسود مع ميناء طرابزون إلى كيليكيا في البحر الأبيض المتوسط. وذلك على الرغم من أن السكان الأرمن لما يسمى "أرمينيا الكبرى" حسب الإكتتاب العثماني الأخير لعام 1914 قد شكل 20% من سكان المنطقة برمتها. وأكثر من ذلك، حتى لو جمعنا كل السكان الأرمن عبر العالم في شرق الأناضول يستحيل إحراز الأغلبية الأرمنية.
وطالب الأرمن ب"ست ولايات"– فان وبيتليس وديارباكر وخاربوت وسيواس وأرزوروم بل وطرابزون وكذلك في جنوب القوقاز: أراضي أذربيجانية في قاراباغ وزانغيزور وأراضي شاسعة في جورجيا. وذلك بالرغم من أن الأرمن لم يكونوا السكان الأصليين لهذه الأراضي وتم نقلهم إلى هنا من تركيا وبلاد فارس والشرق الأوسط من قبل الإمبراطورية الروسية في القرنين التاسع عشر والعشرين.
تم الإحتفاظ برسالة بوقوص نبار باشا الموجهة إلى وزير الخارجية الفرنسي في 12 ديسمبر عام 1918 (الأصل يتوفر في أرشيف وزارة الخارجية الفرنسية، سلسلة الشرق، أرمينيا، المجلد الثاني، ورقة مطوية 47) التي تدحض أسطورة أخرى تزعم إبادة ما بين 1.5-2 مليون أرمني في تركيا العثمانية. هنا ما كتبه نبار باشا في رسالته هذه: "مجمل العدد للمشردين يُقدر بما يترواح بين 600.000 و700.000 نسمة. الأرقام التي أوردتها لكم تعكس الناجين فقط الذين يتواجدون حاليا على الأراضي غزاها الجيوش المتحالفة. أما الجزء الباقي من المشردين المتناثرين في الصحراء فلا نملك حتى الآن أي معلومات عنهم". هذه الرسالة تم كتابتها في 12 ديسمبر عام 1918 في حين تؤكد مزاعم المؤرخين الأرمن وبعض المؤرخين الغربيين أن "الإبادة الجماعية" للأرمن بدأت عام 1915 وإثر ذلك لم يبقى الأرمن في تركيا بالكاد. وبفضل رسالة نبار باشا إلى وزير الخارجية الفرنسي إتضح أن ما بين 600.000-700.000 أرمني ما زالوا يعيشون في الإمبراطورية العثمانية في عام 1918 بالإضافة إلى الذين "يتناثرون في الصحراء حسب تعبير بوقوص نبار باش".
من الممكن إطالة سرد الوقائع والحقائق والوثائق التي ترفض أسطورة "الإبادة الجماعية" للأرمن وتفضح وجها حقيقيا للساسة الأرمن مثل بوقوص نبار باشا الأب والإبن. وحول هذا الموضوع لقد سردنا المعطيات الإحصائية الخاصة بتلك الفترة والمصادر بما فيها الأرمنية التي يمكن التعرف عليها من خلال المقال "24 أبريل عام 1915. الوقائع والأوهام والحقيقة".
غير أن هدفنا كان الإظهار أن السفير المصري في أرمينيا يلحق من غير عمد ضررا بعلاقات مصر مع تركيا وأذربيجان من خلال حديثه الصحفي عن العلاقات الأرمنية المصرية فيما يتعلق ببوقوص نبار باشا الأب والإبن فقط. وواقع الأمر في أن هذين البوقوصين قد ألحقا أضرارا ليست بالقليلة بالشعوب التركية وتسببا في إراقة الدماء في مطلع القرن العشرين مما أسفر عن مقتل العديد من الأشخاص في آسيا الصغرى وجنوب القوقاز بما فيهم الأرمن الذين أصبجوا بيادق في أيدي الدول الغربية وجاليتهم الأرمنية بالذات.
رضوان حسينوف
Комментарии: